القصة الكاملة لاحداث قرية عرب سكرير ابو سويرح يناير1948

بسم الله الرحمن الرحيم
اروي هذه القصة كما تناقلت بيننا نحن ابناء عائلة ابو سويرح عن كبار و شيوخ العائلة وهي احداث ما حصل للعائلة قبل الهجرة النهائية و دارت الاحداث في شهر يناير 1948 . قبلها بعام عرض اليهود على العائلة انشاء خط حديدي يمر بارضهم ليصل الى ميناء سكرير عند مصب نهر سكرير ( هو وادي ولكن اخر 2 كم منه تصب فيه بعض العيون لذلك تكون المياه فيه طوال السنة ) المهم رفض شيوخ العائلة العرض و المغريات التي عرضتها الحركة الصهيونية عليهم باعتبار انهم بدو و لا يهمهم لا الارض و لا الوطن و لكن اثبت ال ابو سويرح وطنيتهم العالية بهذا الرفض تسلط عليهم بعض الخارجين ممن اووهم بديارهم و اكرموهم من الناس و اتفقوا مع محامي يهودي اسمه مويال لرفع قضيه عليهم لكسب بعض الارض ثم بيعها لليهود بحجة وضع اليد على الارض من قبلهم فوقف شيوخنا و العائلات الوطنية القلسطينية و الحركة القومية جميعا صفا واحدا و كسبوا القضية و ارتد كيد الكائدين الى نحورهم و كلفت هذه المؤامرة العائلة المال الكثير و اقول هنا العائلة لان العشيرة تضم معنا عدة عائلات و اخوة اخرين ارتبطنا بهم باواصر المصاهرة و النسب .
في شهر 1/1948 دخلت اراضي القرية مجموعة من الحركة المكابية الصهيونية بباص و نزلو في طريقهم الى البحر و كانهم لا يهتمون باصحابها و من فيهاربما ليدرسوا مرة ثانية امر السكة و الميناء متنبه لهم عبد المالك ابو سويرح و عرف نيتهم فاجتمع معه عدة ابطال من العشيرة منهم عبد الحميد ابو حزين و عبد الحميد ابو صقر و حمد ابو سويرح و عبدالحميد ابو سويرح و شخص من الرميلات من عائلة الصياح و اخرين لا اعلمهم (و جميعهم الان في ذمة الله ) و تصدى هؤلاء للكشافة و قتلوا منهم 16 شخصا كما ذكر منهم شخص من عائلة رئيس اسرائيل الاسبق عزرا وايزمان و لم يصب من العشيرة اي شخص و الحمد لله رغم انهم قذفوا عبد المالك بقنبلة فقتلت الفرس و نجا هو و لا اعلم هل قتل احد من المشاركين من خارج العائلة( هذه القصة معروفة في كتب التاريخ بمعركة سكرير). في هذا الوقت كان مختار العشيرة الشيخ محمد سلامه ابو سويرح الملقب بابي الشيخ في يافا يتابع اعماله حيث كان له عدة سيارات لنقل و توزيع الزفزف ( اصداف البحر و تجمع من مياه البحر في سلال ثم تنقل على البهائم الى المكب الرئيسي ) على المدن و القرى فقابله مختار قطره على الطريق الرئيسي و اخبره بما حصل و اوصاه الا يعود للقرية و لكنه اصر على الذهاب و اللحاق باهله فترك سيارته عنده و اعطاه مختار قطره فرسه و ارسل معه ابنه ليوصله لاقرب مكان فقابلتهم مفرزه من الجيش الانجليزي و كان ابوالشيخ يعرف الضابط فنصحه الضابط بالعوده و الابتعاد لان عصابات اليهود الان دخلت القرية و تقوم بتفجير المنازل و تقتل اي احد تجده . علم المختار ان العشيرة اتجهت الى منطقة عين الزبده و هي المصيف السنوي لهم لوجود الماء و كروم العنب فباتوا هناك و عرف منهم القصة .قام لواء قبعاتي بتدمير منازل القرية وهي بعض دور اللبن و العليات و البوايك لتخزين الغلال و الباقي بيوت شعر و اكواخ محيطة بها و نهبوا كل شيئ من دواب بقيت و غلال و ممتلكات ( لان الهجوم كان في نفس اليوم بعد الظهر ) ثم قامت مجموعة خيالة بعدها بايام بمحاصرة رعاة البقر في وادي سكرير و نهبوا ما يقرب من الف راس بقر هي كل ثروة العائلة الباقية و لم ينج منها الا القليل و من يومها لم يعد الاهل الى ديارهم الى يومنا هذا حيث بدات هجرتهم و جلائهم منذ شهر 1/1948 لانهم اتجهوا الى قرية اسدود حيث ان لهم انسباء في اسدود و اخرين اتجهواالى المجدل و هاجروا من هناك الهجرة النهائية مع الناس في مايو 1948 . و استقروا في قطاع غزه اما باقي سكان سكرير الذين يسكنون ارض المشاع جوار روبين و تدعى الهيش و منهم القرم و ابو فرده و ابو مويس و ابو عطا و ابو حجاج و الرجيلاوي و ابو ربيع وابو درويش و اخرين كثر لا اذكرهم اتجه كثير منهم الى الضفة و الاردن و منهم من هاجر معنا الى غزة.
القرية الان اطلال وقد ذهبت الى القرية عام 1978 فوجدتها خرابا و قد اقام اليهود فوق انقاضها محطة تحويل كهرباء غرب الجسر العلوي الذي يتجه الى تل ابيب . فاخذت بعض بواقي الحجارة من منزل اهلي و كان معي قريب لي عاش في القرية وكان عمره 16 سنه عند الهجرة و كانت شجرة تين سماري و لازالت موجوده و شجره كافور و رايت مكان مقلب الزفزف الذي كانت الشاحنات التي يملكها المختار تنقل منه للتوزيع و كم سعدت بالحجارة و بالتين الاخضر الذي لم ينضج و لكني اخذت بعضه للذكرى وضاعت الحجارة وضاع التين عندما ذهبت للجامعة في مصر .و في عام 1986 ذهبت مرة اخرى فوجدت اليهود قد اقاموا سياجا على المكان كله مع بوابة عليها حراسة .
اخيرا نبذة عن القرية فهي تقع غرب مفترق اشدود او (رمزون اشدود كما يسميه الناس الان في غزه ) بحوالي 800 متر غرب الجسر العلوي المتجه لتل ابيب و حتى يمسح الصهاينة القرية انشاوا عليها محطة تحويل كهرباء كما ذكرت و مصانع كيماويات كثيرة و اصبحت هي المنطقة الصناعية لاشدود و على فكرة مدينة اشدود اليهودية غير اسدود العربيه حيث تقع الاولى على البحر عند مصب نهر سكرير و 65 % منها في اراضي كروم ارض سكرير تسمى بارة الذهب و ابو القردان و اراضي اخرى اما الثانية فتقع على الخط الرئيسي الرابط بين غزة و يافا و المسافة بين مركز الاولى و انقاض الثانية لا تقل عن 6 كم .
العلية التي في الصورة الافتتاحية هي بير بيارة عرفه في القرية رجل غني زرع الحمضيات و حفر بئر و شارك اهل القرية في الانتاج .
اما المستوطنات القائمة فهي كما ذكرت نسبة كبيرة من مدينة اشدود بل اهم اجزاء المدينة و هي المنطقة الصناعية بالكامل و جنوبا على ارض الخربة الاساسية على بعد 1 كم كيبوتس بني داروم اي ابناء الجنوب و به الباقي من اثار خربة سكرير القديمة قوس حجر اثري و تلة مردومة يمكن ان يكون تحتها اثار و شرقه بير عرفه المذكور و هذه في طرف الكيبوتس الشرقي و كذلك كيبوتس نير جاليم على ضفاف وادي سكرير الى الغرب من بني داروم على الطريق المتجهة الى مدينة اشدود غربا.
لا يملك اليهود في سكرير اي متر و لم يبع ال ابو سويرح اي احد من اليهود حتى بعد الهجرة للان و الحمد لله .
ملكية الاراضي القاع كلها لال ابو سويرح و سجلوا بعضها بكميات قليلة لاصهارهم و انسبائهم من عائلات ابو حزين و الخطيب و الحطيبي و ابو حلوة و ابو صقر و ابو خالد و ابو ربيع و ابو مبارك و ال ابو خوصة اما الاراضي المشاع و الرمال فهي غير مطوبة و فيها كروم عنب و هي لال ابو سويرح ايضا و يستفيد منها بعض العائلات الاخرى لكن السيطرة عليها كانت لشيخ السوارحة و ايرادها يحصل لصالحه .
من اسماء قطع الاراضي : العرقوبية وقد اوقفها اهل البلد لصالح مقام الولي ابو عرقوب في قرية حمامه و السلاق شرق المنازل و المراح التي كانت لمبيت و رعي البقر و تل الاخيضر و هو تل وجد اليهود فيه كنز من الذهب كما علمنا و قطعة بارة الذهب سابقة الذكر و ابو القردان و عين الزبدة و الجنينة و هي جزيرة يحيط بها وادي سكرير و قطع اخرى .
في كتب المؤرخين لتاريخ فلسطين الحديث يخلطون بين عرب سكرير و ابو سويرح كعشيرة فعرب سكرير كل البدو المتواجدين على ارض سكرير سواء المشاع او القاع اما ابو سويرح فهي عشيرة تضم عائلة ابو سويرح و بعض العائلات الاخرى وهم ابو حزين و الخطيب و الحطيبي و ابو حلوة و ابو صقر و ابو خالد و ابو ربيع و العبيد و كانت سكرير قديما ارض مشاع ياتي اليها بعض البدو و خاصة الملالحة من سيناء صيفا و لكن كانوا يتركونها احيانا لوجود مرض (الوخم )و هو الملاريا بسبب المياه و البرك . و البلهارسيا نقلت اليها من الجيش المصري قديما .و ابو سويرح لم يكن من الملالحة ولكن نسيب لهم و صهر و عندما سيطر على سكرير ايام الوالي محمد ابو نبوت ( وله قصة في هذا الامر ساذكرها مرة اخرى قادمة ان شاء الله )اصبحت سكرير تعرف بارض ابو سويرح لشهرته و بطولته و رحل كثير من روادها القدامى و ذهبوا الى بصة الفالق .
اي ان ابو سويرح ليس من عرب الملالحة و سكرير ابو سويرح ليست ارض الملالحة منذ بداية القرن التاسع عشر و الطابو يثبت ذلك ارجوكم عودوا اليه و اتحدى بهذا الامر و انا اكتب ذلك لانه من مصيبة المصائب ات يفترى عليك و يزيف تاريخك و اسمك و نعتك من بعض الناس و الحاسدين . و قد علمت ان الكتاب المؤرخين الذين جلسوا في محكمة غزة عند تسجيل القبائل و لم يحضر شيخ ابو سويرح الجلسة فقام الحساد و قالوا سجل ابو سويرح من الملالحة لانها كانت في السابق ينزل اليها الملالحة صيفا حيث يحضرون من مواطنهم في سيناء و ابو سويرح معهم واني افتخر بالملالحة و انهم اخوالنا في الاساس و اصهارنا الان و انسباؤنا و هم اصل من في البادية من حيث النسب و لكن كل واحد يعتز باصله.
و ان المؤرخين شطحوا كثيرا و اعادوا جل اهل فلسطين الى خارج فلسطين فاصبحوا كاليهود اتوا الى فلسطين و استوطنوها في العصر الحديث و هذا ما يذكره اليهود حيث انهم يقولون انتم مثلنا عودوا الى كتب مؤرخيكم اتيتم من الجزيرة و اليمن و مصر و المغرب و العراق . هذا ما يحصل الان . و نحن للاسف نتغنى بمؤرخينا الاكارم

مشكور كتير على الموضوع



ابوسلام تسلم

مشكوووووووووووريا ابو محمود

مشكور

مشكور يا ابومحمود

وتحياتي الى مختار السوارحه

ابو حازم